المثل السوداني العندو الحنة يحنن ضنب حمارو: شرح شامل وتاريخ ومعاني عميقة
تعريف المثل: المثل الشعبي السوداني “العندو الحنة يحنن ضنب حمارو” يقصد به مجازًا من لديه شيء (يتضمنه المثل الحنة) سيطبقه على أمر لا قيمة له (ذنب الحمار). وهو من الأمثال السودانية الأصيلة المدرجة ضمن مجموعات الأمثال الشعبية. يحوي المثل رموزًا محلية (الحناء والحناءة والحمار)، ما يجعله من الأمثال المميزة في التراث السوداني. وفقًا لمقال تنويري عن الأمثال السودانية، الأمثال تعكس حكمة الشعوب وتنتقل جيلًا بعد جيل، وهذا المثل مثلاً على ذلك.
نبذة عنه: المثل متداول في المجتمع السوداني، ويعبّر عن فكرة أن المقتني لشيء ما قد يستخدمه أو يهدره في أمر تافه أو بلا فائدة. يأتي المثل في سياق التعبير عن سلوكيات بعض الناس الذين يبددون مواردهم في الأغراض غير المناسبة. وعلى الرغم من عدم وجود شرح رسمي مدوّن، تظهر صياغته في قوائم للأمثال السودانية الشهيرة، مما يدل على انتشاره وشهرته بين الناس.
مناسبته: يُستخدم هذا المثل عادة في المواقف التي ينفق فيها الشخص أو يستعرض متاعه في شيء لا يستحق ذلك، أو يبدي تفاخراً على أمر تافه. ففي النقاشات اليومية قد يُقال لتوبيخ شخص يبدي مبالغة غير ضرورية أو يستخدم مقدراته في غير محلها. الأمثال السودانية الأخرى التي جاءت في نفس المصدر (مثل: جلداً ما جلدك جر فيهو الشوك) تدل على سياقات مشابهة للتعبير عن حالة غرور أو إسراف، ويُفهم من ذلك أن هذا المثل يستعمل كذلك.
وصفه: المثل في صورته الحرفية يصف شخصًا لديه «حناء» (مادة للتزيين) فيقوم بصبغ ذيل حماره بها. وقد ورد في أحد المقالات أن ذيل الحمار الأبيض مناسب لامتصاص لون الحناء بسهولة مقارنة بذيل الحصان. هذا الوصف المجازي يُبرز تباينًا بين كرم الفرد (امتلاكه مادة ثمينة) وسخف الفعل (صبغ ذيل حمار). يركز المثل على عنصرين: الحناء (دلالة على الجمال أو الموارد) والحمار وذيله (رمز لشيء بسيط أو حقير).
شرحه: المثل يحوي معنى ضمنيًا نقديًا: من لديه إمكانات أو موارد غالبًا ما يستهلكها في أمور تافهة أو ذات فائدة ضئيلة. بمعنى آخر، الشخص الذي يمتلك ما يعينه (كنوع من التزيين أو المظهر) يضيعها على شيء غير ذي قيمة. يعكس هذا القول الحكمة الشعبية السودانية في أهمية استثمار النعم في محلها المناسب. مع ذلك، تكمن الثيمة العامة في سخرية المثل من الإسراف أو التفاهة. ولم نجد تفسيرًا موثقًا حرفيًا في المصادر، لكن سياق الحديث عن المثل يشير إلى هذا المعنى الضمني.
مميزاته وعيوبه: من مميزات هذا المثل عنصريته المحلية وجاذبيته اللغوية؛ فهو يستخدم رموزًا مألوفة للسودانيين (الحناء والحمار) مما يجعله سهل التذكر وذو وقع مؤثر. كما أنه قصير وجيز ويحمل حكمة واضحة بشكل ساخر. ولكن من عيوبه المحتملة أنه يعتمد على تشبيه قوي قد يراه البعض مهينًا (استخدام الحمار للدلالة على التفاهة)؛ وهذا قد يحدُّ من فهمه خارج السياق الثقافي السوداني أو يجعله قاسيًا على بعض المستمعين. بشكل عام، الأمثال الشعبية بهذه الصياغة تتمتع بذاكرة جماعية قوية وبساطة لكنها قد تفتقد الدقة أو الدبلوماسية في التعبير.
تاريخ هذا المثل: مثل العديد من الأمثال الشعبية السودانية، تاريخ هذا المثل غير موثق في كتابات رسمية وهو نتاج التراث الشفهي. وقد أمكن تتبعه في الكتابات والمنشورات الحديثة كنموذج من الأمثال المتوارثة. فمثلاً، تم ذكره في مواقع إلكترونية متخصصة بالأمثال السودانية ومنتديات ثقافية عام 2011، كما استُشهد به في مقالات صحفية عام 2012. وهذا يؤكد حضوره منذ عدة سنوات على الأقل في الذاكرة العامة.
أصل هذا المثل: ليس هناك مصدر محدد ينسب إليه المثل؛ فهو على الأرجح من الأمثال الشعبية المتوارثة عبر الأجيال بين السودانيين، شأنه شأن معظم الأمثال. يشير استخدام الحناء والحمار إلى بيئة ريفية تقليدية في السودان حيث تلك العناصر معروفة وأيقونية. يمكن القول إن أصل المثل شعبي وليس مدوّنًا من كاتب بعينه.
في من قيل هذا المثل: لا يتوافر ذكر موثّق لمن قال هذا المثل أولاً، وذلك طبيعة الأمثال التي لا ترتبط بقائل معين. ومع ذلك، ورد في إحدى قوائم الأمثال (منتدى ثقافي سوداني) أن قول “العندو الحنة يحنن ضنب حمارو” نسب في تعليق إلى "محافظ بنك السودان"، مما قد يشير إلى أن مسؤولًا حكوميًا استخدمه أو أُذيع عنه. لكن لا يوجد إثبات رسمي لذلك؛ فالمثل يُقال عادة في سياق عام دون النسبة إلى شخص معروف.
آراء حول هذا المثل: لم نجد دراسات أو شروحات مستقلة عن هذا المثل تحديدًا في المصادر المرتبطة التي اطلعنا عليها. بصفة عامة، تتناول التعليقات الشعبية على الأمثال الثيمة العامة للمثل وتوافقها مع المواقف الحياتية. ويمكن القول بشكل عام إن هذا المثل يحظى بقبول شعبي باعتباره حكمة تنتقد التبذير أو التفاخر الفارغ، فهو يعبر عن سخرية الموروث الشعبي من التصرفات العبثية.
خلاصة الجوانب: المثل “العندو الحنة يحنن ضنب حمارو” هو مثل سوداني شائع يتناول قضية إساءة استثمار الموارد في أمور عديمة الجدوى. يجمع المثل بين كلمتين تشدّد على هذا المعنى: الحناء (للدلالة على الجمال أو المنفعة) والحمار (رمز للتفاهة)، مما يجعله معبرًا وله وقع ساخر. يظهر هذا المثل في كثير من القوائم والمشاركات عن الأمثال السودانية، وهو شاهد على عمق وتعقيد التراث الشفهي السوداني. رغم عدم العثور على مصدر علمي موثق يشرح كل جانب فيه، فإن التكرار والاهتمام بالمثل في الأوساط الثقافية السودانية يؤكد أهميته ومكانته في حُكم الأمثال المحلية.